خالد ناجي: نسب الولادات القيصرية بلغت 70% في بعض المؤسسات بتونس
انطلقت اليوم الخميس27 نوفمبر 2025 بتونس العاصمة أعمال المؤتمر الوطني الخامس والثلاثين للجمعية التونسية لأمراض النساء والتوليد، بالتزامن مع المؤتمر الخامس والعشرين للاتحاد المغاربي لأمراض النساء والتوليد، وذلك من 27 إلى 29 نوفمبر الجاري، بمشاركة واسعة لخبراء من تونس ودول المغرب العربي وإفريقيا.
ويهدف هذا الحدث العلمي إلى مناقشة أحدث المستجدات في صحة المرأة والخصوبة والجراحة النسائية.
ملفّ سرطانات المرأة
وفي تصريح خاص لموزاييك، أوضح الدكتور خالد ناجي رئيس الجمعية التونسية لأمراض النساء والتوليد، ورئيس الجمعية الأفريقية لأمراض النساء والتوليد، أن المؤتمر يضع هذا العام ملفّ سرطانات المرأة في صدارة اهتماماته، ولا سيما سرطان عنق الرحم وسرطان المبيض، باعتبارهما من أكثر الأمراض التي تتطلب تعزيز الوقاية والتشخيص المبكر.
وأشار إلى أن تونس تمتلك فرصة مهمة للحد من سرطان عنق الرحم عبر التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، موضحاً أن تجارب الدول الأوروبية والاسكندينافية، التي تعتمد هذا اللقاح منذ عشرين سنة، أثبتت فاعليته بعد أن نجحت في خفض نسبة الإصابة إلى مستويات تقترب من الصفر.
تلقيح الفتيات والفتيان
ودعا محدثنا الأولياء إلى الإقبال على تلقيح الفتيات والفتيان، مؤكداً أن اللقاح آمن ويمثل وسيلة وقاية غير مسبوقة من أحد أخطر السرطانات التي تصيب النساء.
كما تناول رئيس الجمعية، انتشار سرطان الثدي في تونس والحاجة الملحّة إلى تعزيز ثقافة التشخيص المبكر، باعتباره العامل الأساسي للحد من تعقيدات المرض وتحسين نسب الشفاء.
وأفاد ناجي بأن المؤتمر سيبحث أيضاً تطور جراحة البطانة المهاجرة، التي أصبحت أكثر انتشاراً لدى النساء التونسيات، بالإضافة إلى مناقشة أحدث تقنيات الجراحة بالمنظار التي تعرف تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة داخل المؤسسات الصحية.
نسب الولادات القيصرية
كما تطرّق ناجي إلى الارتفاع الملحوظ في نسب الولادات القيصرية في تونس والمنطقة المغاربية، مؤكداً أن بعض المؤسسات الصحية وصلت فيها النسب إلى 65% وحتى 70%، وهو ما وصفه بـ"المؤشر المقلق" الذي يستوجب مراجعة لأسباب اللجوء إلى الولادات القيصرية خارج الضرورة الطبية، والعمل على إعادة الاعتبار للولادة الطبيعية كلما سمحت الظروف الصحية للأم والجنين.
التشخيص المبكر للجنين
ويشمل برنامج المؤتمر جلسات علمية حول التشخيص المبكر للجنين خلال الثلاثي الأول من الحمل، وتطور تقنيات المساعدة على الإنجاب، إلى جانب تبادل الخبرات مع متخصصين من العالم في مجالات الخصوبة والجراحة النسائية.
وفي ختام تصريحه، أكد الدكتور خالد ناجي أن تونس تضم قرابة 1300 طبيب مختص في أمراض النساء والتوليد، مشيداً بالمستوى المتقدم للأجيال الجديدة من الأطباء، وخاصة في مجال الجراحة بالمنظار، حيث وصف مساهماتهم بأنها “عمل جبّار” يدعم مكانة تونس في هذا الاختصاص على المستويين الإقليمي والإفريقي.
صلاح الدين كريمي